الخميس، 12 مايو 2011

مفردات الموضوعات:

مفردات الموضوعات:

علما أن هناك علماء آخرين أحدثوا طرقاً أخرى لعلم اللغة، حيث قسموه أقساماً وأجزاء، فكتبوا لكل باحث عن مفردة من مفردات اللغة كتباً مستقلة في موضوع من الموضوعات.

يقول صاحب (أبجد العلوم): ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب إحداث طرق شتى: فمن واحد أداه رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن، ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث، وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه كالمطرزي في المغرب، وأن يفرد اللغات الواردة في أشعار العرب وقصائدهم ومايجري مجراها( كنظام الغريب).. والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات.



كتب علم اللغة:

وقد كثرت كتب علم متن اللغة بعد كتاب العين، فهذا أبو بكر بن دريد يؤلف كتابه ( الجمهرة) على حروف المعجم بترتيبها المعروف الآن، كما ألف الجوهري كتابه ( الصحاح)، وابن سيده الأندلسي كتابه ( المحكم)، والصاحب بن عباد كتابه (المحيط)، وابن فارس كتاب ( المجمل).

ثم من بعد هؤلاء الأوائل جاء المتأخرون، أمثال ابن الأثير في (النهاية) وابن مكرّم في (لسان العرب) والفيومي في (المصباح) والفيروزآبادي في (القاموس) وغيرهم.



الجهود المتأخرة في علم اللغة:
وقبل أن نختم نشير إلى جهد جديد حري بالتنويه والذكر في علم اللغة، وهو جهود المجامع اللغوية المكونة من علماء متخصصين في اللغة العربية، والذين يكون من صلب عملهم وضع ضوابط علمية لكلمات المصطلحات الحديثة، التي تحتاجها اللغة العربية لتكون وافية بمطالب العلوم والفنون وتقدمها، ليتحدد ماينبغي استعماله أو تجنبه من الألفاظ والتراكيب..

وفي مقدمة (المعجم الوسيط) الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة شرح وافٍ وجهد بارز.


العلم نقيض الجهل، وعَلِم علماً، وعلّم هو نفسه، ورجل عالم وعليم: من صار يمتلك العلوم الدينية أو الدنيوية، وعلمت الشيء أعلمه علماً، عرفته وعلمَ وفَقِه: أي تعلم وتفقه(1) .‏

أما العلم من حيث الاصطلاح فهو في قول د/ عبد العزيز مطر علم خاص، وعلم عام في شقه الخاص: فهو ما يعبر عنه بالمصطلح
Science). كعلم الفيزياء والكيمياء، والنبات. وأهم ما يخص أو ما يميز العلم خمس خصائص:‏

الموضوع، والمنهج، والوسيلة، والهدف، ودقة القوانين.‏

والعلم بمعناه العام: أي مجموع المسائل والأصول الكلية التي تجمعها جهة واحدة، كعلم الكلام، وعلم النحو، وعلم الأرض، وعلم الكونيات وعلمك الآثار(2) .‏

تعريف كلمة لغة‏

جاء في لسان العرب لابن منظور ت 711هـ) في تعريف "لفظة لغة": "اللغة من الأسماء الناقصة وأصلها لغوة من لغا إذا تكلم، واللغة: اللسن"(3) .‏

وقال ابن جني ت 392هـ): "أما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فُعلة من لغوتُ أي تكلّمت، وأصلها لُغوة ككُرَة وقُلَة"(4) .‏

وورد في هذا السياق نفسه لمفهوم كلمة لغة والمراد بها كلمة: قال صلى الله عليه وسلم بشأن الآداب في المسجد يوم الجمعة: "من مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة لـه. لغا أي تكلم".‏

أصل كلمة لغة‏

إن أصل كلمة لغة يرجع إلى أصل سامي، إنها من الكلمة اليونانية
Logos ومعناها كلام، وقد دخلت الكلمة إلى العربية في وقت مبكر، ولكنهم تحدثوا أيضاً عن اللغة بالمعنى الاصطلاحي، الذي نعرفه اليوم لكلمة: كلام، قالوا لغته فاسدة أو لغته جيدة.‏

ثم تغيرت دلالة هذه الكلمة في العربية إلى أن حلت شيئاً فشيئاً محل كلمة لسان(5) .‏

تعريف علم اللغة الحديث في شقه الاصطلاحي‏
تعددت التعاريف الاصطلاحية لهذا العلم الحديث بتعدد المراجع التي تناولت المسألة لكنها تلتقي في المفهوم والمعنى بشكل عام.‏

ويقول الدكتور محمود فهمي حجازي تحت عنوان "علم اللغة الحديث": "علم اللغة في أبسط تعريفاته هو دراسة اللغة على نحو علمي، وتدرس اللغة في إطار علم اللغة في المجالات الآتية: أ-الأصوات، ب- بناء الكلمة الصرف)، ج-بناء الجملة النحو)، د-المفردات ودلالتها"(6) .‏

ويبدو لنا أن تعريف د/ عبد العزيز مطر في مستهل هذا السياق أوسع وأشمل من التعريف السابق. جاء عنه: "علم اللغة: هو العلم الذي يدرس اللغة أو اللهجة، دراسة موضوعية، غرضها الكشف عن خصائصها وعن القوانين اللغوية التي تسير عليها ظواهرها: الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية، والاشتقاقية؛ والكشف عن العلاقات التي تربط هذه الظواهر بعضها ببعض، وتربطها بالظواهر النفسية، وبالمجتمع، وبالبيئة الجغرافية"(7) .‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق